الكويت دولة ديمقراطية بالنسبة لغيرها من دول الخليج.
.. وبها برلمان منتخب يمثل اتجاهات متعددة ومشارب شتي تعبر عن رأيها بشكل حر في قاعة مجلس الأمة.
.. ويستجوب البرلمان الحكومة.. ويمكنه إسقاطها علي غير برلمانات الدول العربية التي لا تستطيع فعل الشيء نفسه.. فمجلس الشعب عندنا- حماه الله- لا يستطيع إسقاط حكومة أو حتي وزير.. ويتحكم فيه رجل الأعمال الحديدي.. ويحرك نواب ما يطلق عليهم الأغلبية بحركة من يده للتصويت لصالح الحكومة وحتي لو كان ذلك علي حساب المواطنين الغلابة.. ولا يهمهم في ذلك سوي رضا الرجل الحديدي الذي يوعد بأنه سيأتي بهم مرة أخري إلي المجلس.. وذلك في ظل انتخابات تسيطر عليها الداخلية والحزب الوطني.. وبالطبع هناك التزوير والبلطجة!!
.. والبرلمان الكويتي رغم ديمقراطيته لا يستطيع الاقتراب من أمير البلاد.. أو أحد وزرائه المقربين.. وإلا الحل.. وقد حدث ذلك كثيراً.
.. ويبدو أن الكويت تنازلت عن ديمقراطيتها في التعامل مع مجموعة من الناشطين المصريين المهمومين بشئون وطنهم.. ويحاولون فعل شيء لبلادهم وهم خارجه لجعله في مقدمة الأوطان التي سبقتنا.. ولم يكتفوا بغربتهم وبتحويلهم أموالاً إلي الوطن للمشاركة في التنمية.. أو ربما ينهبها أحد رجالات الدولة أو مؤيديها «!!»
.. قرر هؤلاء الانضمام إلي «الجمعية الوطنية للتغيير» لمشاركة إخوانهم في الداخل في المطالبة بالتغيير وبدستور يليق بهم- بعد أن شاهدوا دولاً كثيرة حولنا تتقدم من خلال ديمقراطية دستورية- وإلغاء الطوارئ الذي يصر النظام الحاكم علي بقائه في السلطة بفضله واستخدامه ضد معارضيه.. وقرروا عقد اجتماع تأسيسي للجمعية في الكويت للتعبير عن رأيهم تجاه وطنهم.. ولكن قوات الأمن الكويتية كانت لهم بالمرصاد.. فأحاطت بهم ومنعتهم من عقد اجتماعهم.. بل ألقت القبض عليهم.. ثم قامت بترحيلهم إلي القاهرة دون أي سند قانوني.
وكأن ثقافة الاستبداد والقمع التي مارستها قوات الأمن المصرية خلال تعاملها مع «شباب 6 أبريل» يوم الثلاثاء الأسود قد انتقلت إلي الكويت.
الغريب أن أحداً لم يتحرك من الحكومة المصرية أو الخارجية للاحتجاج علي الطريقة التي تعاملت بها الكويت مع عدد من العاملين والجالية المصرية هناك.. وإهانتهم وترحيلهم بتلك الطريقة.. وهل فعلوا شيئاً للحفاظ علي حقوق العمالة المصرية من الكفيل أو الذين تعرضوا للجلد؟!
إنها ثقافة الاستبداد والقمع.
.. فمن أجل ذلك وغيره يطالب الناس بالتغيير ويقفون مع البرادعي.. رغم الطوارئ والقمع والاستبداد.