التكية السليمانيةتقع هذه التكية على الضفة اليمنى لنهر بردى شرقي المتحف الوطني بدمشق.
شيدها السلطان العثماني سليمان القانوني عام 1554م، مكان قصر كان للملك الظاهر بيبرس، هدمه تيمورلنك. وكان يدعى قصر الأبلق.
استغرق بناء التكية ست سنوات، وأنجزت سنة 1560م. وهي من الأبنية التاريخية في دمشق وأعظمها. وقد اتخذ في إنشائها التصميم العثماني ذو القباب والأروقة. تتألف التكية من صحن واسع تتوسطه بركة كبيرة مستطيلة الشكل. وتتوزع حول الصحن مجموعة من المباني. ويحيط بمباني التكية سور حجري أطواله 125م×94م. وللتكية ثلاثة أبواب: غربي وشرقي، أما الباب الشمالي فتتقدمه قبة صغيرة محمولة على أربعة أعمدة.
يقوم مسجد في جنوب الصحن. وهو مربع الشكل طول ضلعه 16م، تغطي سقفه قبة كبيرة هي نموذج عام للقباب العثمانية، لها رقبة متعددة النوافذ وطاسة نصف كروية مصفحة بالرصاص. وفي جدران الحرم شبابيك مطلة على الحدائق. وهذه النوافذ، ونوافذ القبة المتعددة، كانت من الجص المعشق بالزجاج الملون تمثل مواضيع زخرفية، لكنه زال الكثير منها. وتزين المحراب مقرنصات وتحيط به زخارف من الفسيفساء الرخامية ومنبر من الرخام الأبيض.
تزين ألواح القاشاني جدران المسجد حيث تتوضع فوق النوافذ. وللمسجد مئذنتان كثيرتا الأضلاع، رأسهما مدببان. وفي أسفل ثلثهما العلوي شرفتان مزينتان بالمقرنصات.
تقع في شرقي الصحن وغربه مساكن الدراويش. ولكل مجموعة منها رواق يتألف سقفه من قباب محمولة على أعمدة، فيه غرف، كل غرفة منها مسقوفة بقبة. وفي كل جناح ست غرف مربعة الشكل، طول ضلعها سبعة أمتار. وهي مزينة بألواح القاشاني.
يقوم في شمال الصحن جناح فيه المخازن والمطابخ وقاعتان واسعتان طول كل منهما أربعون مترا. يتوسط القاعتين الكبيرتين بناء مؤلف من تسع غرف يتقدمه رواق محمول على أعمدة.
يستخدم بناء التكية السليمانية حاليا متحفا حربيا في دمشق. أما المسجد فتقام فيه الصلوات.