موضوع: أكراد جمال مبارك الجمعة 6 أغسطس 2010 - 13:29
لافتات فى الشوارع وائتلاف شعبى لترشيحه رئيسا للجمهورية وطنين هائل يتعلق بالكلام حول صحة الرئيس وأفكار من إبداعه بتشريعات خاصة بتعارض المصالح.. نحن أمام طبعة جديدة ــ مزيدة ومنقحة ــ من جمال مبارك بعد أن تصورنا أن مشروع التوريث وورى الثرى بظهور مشروع البرادعى.
تفاصيل المشهد السياسى الآن تنطق بأن سيناريو جديدا يجرى تنفيذه لإعادة طرح سهم جمال مبارك فى بورصة مستقبل الحكم فى مصر، غير أن بعض مناطق السيناريو تبدو فى شكلها ومضمونها كوميدية وساخرة بامتياز، ولذا لم يكن غريبا أن تبدأ سلسلة «حوارات من أجل التوريث» بزعيم دولة الكوميديا عادل إمام الذى أوسع الدكتور البرادعى انتقادا وتجريحا بمنتهى الحدة، ثم تبعه مساعده فى حكم دولة الكوميديا سعيد صالح.. وأخيرا جاءت قمة الكوميديا من خلال المدعو مجدى الكردى الذى قفز من فوق أسوار حزب التجمع معلنا عن «الائتلاف الشعبى لدعم جمال مبارك» وبصرف النظر عن أن منصة الهجوم واحدة لا تتغير فإن ما يلفت النظر أننا كلما اقتربنا من موعد انتخابات الرئاسة المقبلة تنتفى حالة الكمون التى ظل عليها جمال مبارك طوال الفترة الماضية.
غير أن الذين يتصورون أنهم يخدمون على مشروع ترشيح جمال، ولا يغادرون صغيرة ولا كبيرة تخصه إلا ويبرزونها وينفخون فيها، أحيانا من يضربون مشروعه من حيث لا يدرون.. ومن ذلك مثلا محاولة تقديم جمال فى صورة الضحية الذى تعرض لظلم لمجرد أنه ابن الرئيس.
لكن المضحك فى المسألة أن يتصور بعضهم أن اللجوء إلى وسائل من نوعية «الائتلافات الكردية لدعم جمال» يمكن أن تعزز فرص ترشحه وتخلق حالة من القبول الشعبى له، خاصة إذا كان القائمون على هذه الأشكال الكوميدية من الدعم من المنسلخين عن أحزاب تقول عن نفسها معارضة، أو ظهروا يوما على هامش حركات احتجاج شعبية تسعى إلى التغيير.
وإذا كان المتكلم يقول إنه بصدد جمع خمسة ملايين توقيع تطالب بجمال مبارك رئيسا، فإن على المستمع أن يعقل الأمور ويدرك أن الاندفاع إلى هذه المناطق من العبث من شأنه أن يبتذل العملية السياسية برمتها ويحولها إلى مسخرة حقيقية.
ولا أدرى إذا كان جمال مبارك على علم بهذه الحركات «الكردية» وراضيا عنها أم لا، غير أن الصمت كما يقولون هو علامة رضا، لكن المدهش فى الموضوع أن كل ذلك يجرى وسط حديث متصاعد عن أن صحة الرئيس مبارك على ما يرام وأنه يزاول مهام منصبه بمنتهى النشاط والحيوية، بما يجعل أى كلام عن بدائل فى هذه الفترة بعيدا تماما عن أصول اللياقة، أو كما لخص الدكتور على الدين هلال أمين إعلام الحزب الوطنى الأمر بقوله إن أى حديث عن «مرشح آخر فى وجود الرئيس مبارك قلة أدب»