الحكومة المكروهة!

في إطار الاتهامات المتبادلة بين الوزير فاروق حسني ومساعده محسن شعلان- رئيس قطاع الفنون التشكيلية -في قضية سرقة لوحة زهرة الخشخاش.. فكل منهما يحاول وضع مسئولية الإهمال الذي كان نتيجته فضيحة السرقة في عز الظهر.
فمحسن شعلان اتهم الوزير بأنه يريده أن يكون كبش فداء في تلك القضية.. وأن الوزير هو المسئول في النهاية عن حالة الإهمال الشديدة ليس في متحف محمد محمود خليل فقط، وإنما في جميع المتاحف.
ليرد فاروق حسني عليه ويقول: «إن كبش الفدا هو أنا وشعلان يريد أن يحملني مسئولية أخطائه»، ويضيف بعد أن أدلي بأقواله أمام النيابة في تلك القضية كان شعلان يحاول كسب تعاطف الرأي العام لأن الحكومة مكروهة.. واستدرك سريعاً أن الحكومة في العالم مكروهة.
فالوزير فاروق حسني يعترف بصراحة أن الحكومة مكروهة.
بالطبع هي مكروهة عندنا.. لكن ليس في العالم كله مكروهة، عندما يتم كرهها في دول العالم الديمقراطي يتم تغييرها عن طريق الناس عن طريق صناديق الانتخابات، وإذ أتت حكومة جديدة ولم تفعل ما يطلبه الناس يتم تغييرها في أول انتخابات قادمة.. يعني الحكاية مش كراهية عندهم.
أما عندنا فالأمر مختلف.
فالحكومة مكروهة نتيجة سياساتها تجاه المواطنين.. ومع هذا لا أحد يستطيع تغييرها إلا شخص واحد فقط.. وهو شخص يمارس العناد مع المواطنين فإذا طلب الناس تغيير الحكومة بعد أن أصبحت مكروهة عاند وأبقاها وحافظ علي أفرادها.
والحكومة مكروهة عندنا لأنها لا تعمل لصالح المواطن وإنما تعمل لصالح أصحاب النفوذ.
الحكومة مكروهة لأنها تنشر الفساد وتحمي الفاسدين.
الحكومة مكروهة عندنا لأنها تفرض الضرائب علي الفقير قبل الغني.. وأصبحت جابية ضرائب ولا تقدم أي خدمات مقابل ذلك.
الحكومة مكروهة.. لأنها تبيع الغاز إلي إسرائيل ولا تريد أن تزود به محطات الكهرباء.. لتنقطع الكهرباء عن الناس.. ويخرج علينا المسئولون ليقولوا إن السبب كثرة استخدام التكييفات!!
الحكومة مكروهة.. لأنها جعلت المواطنين يتشاجرون في الطوابير من أجل الحصول علي رغيف عيش.
الحكومة مكروهة.. لأنها أصبحت عزباً خاصة للقائمين عليها يفعلون كما يشاءون ولا يحاسبهم أحد.
الحكومة مكروهة.. لأنها تزور إرادة المواطنين وتزوير الانتخابات لتأتي بمن يرضي عنهم النظام وأجهزته الأمنية.
فيا أيها الوزير فاروق حسني.. الحكومات في الدول الديمقراطية ليست مكروهة لأنها تعمل لصالح مواطنيها وتحاول بكل ما تملك إرضاءهم.. ومع هذا في أحيان كثيرة لا يرضون عنها.. ويريدون حكومة أكثر تدليلاً لهم.
أما عندنا فالحكومة مكروهة لأنها تتعامل مع المواطن علي أنه من رعاياها من الدرجة التاسعة أو العاشرة.
وعليه تقبل ما تمليه عليه الحكومة ومن ورائها النظام الذي يريد أن يظل.

» الحكومة راجل ولا «ست»؟!
» تقارير على هوى الحكومة
» تقارير على هوى الحكومة
» خد الإخوان الأيسر وكف الحكومة
» الحكومة المصرية.. على فراش الزوجية