شماعة الحكومة .. ساندوتش هامبورجر !!

طالب الرئيس مبارك الحكومة مرارا وتكرارا باتخاذ الاجراءات اللازمة للتحول من الدعم العيني إلى النقدي ضمانا لوصول الدعم الي مستحقيه بعد ان اصبح الكل علي قناعة ان مخصصات الدعم التي تتجاوز في موازنة العام الحالي مائة مليار جنيه تذهب الي جيوب الاغنياء اكثر مما يحصل عليها الفقراء 00ويكفي هنا ان نشير الي ان دعم المواد البترولية وحده يستحوذ علي 68 مليار جنيه تقريبا اي ثلثي الدعم الاجمالي والكل يعرف من الذي يستفيد من البنزين السوبر والغاز 000 الخ ناهيك عن دعم الصادرات الذي يصل 4 مليارات جنيه ويذهب مباشرة الي خزائن رجال الاعمال !! ليس هذا فقط بل ان دعم السلع التموينية الذي يصل 13,5 مليارجنيه فقط ويفترض ان يذهب الي محدودي الدخل لايتمع اي حماية تضمن وصوله الي فقراء مصر الذين لايستطيعون العيش بدونه 0 المهم انه منذ تكليف الرئيس للحكومة بضرورة التحول الي الدعم النقدي .. والحديث لا ينقطع عن كيفية تحديد الفئات المستهدفة من الدعم وأسلوب توصيل المبالغ المقررة إليهم .. وكأن تحديد الفقراء الحقيقيين اصبح امرا شائكا رغم ماتدعيه الحكومة من امتلاك انظمة معلومات متطورة وتصف نفسها بالحكومة الذكية 0وكشفت الأحاديث الصحفية والمقابلات التليفزيونية التي شارك فيها بعض الوزراء أن الحكومة لا تملك أية خطة لتطبيق الدعم النقدي .. حتى تحول الأمر إلى ما يشبه السخرية وأصبح السؤال الاقتصادي الأول في جميع البرامج التليفزيونية والمؤتمرات التي تنظمها الوزارات ومنظمات المجتمع المدني: من هم فقراء مصر ؟!
ورغم أن الدعم النقدي مطلبا قديما للخبراء الاقتصاديين باعتباره الوسيلة المثلي لمنع تسرب الدعم إلى غير مستحقيه إلا أن الحكومة غرقت كالعادة في شبر ميه لأنها لا تملك البيانات الضرورية التي تحدد الدخول الحقيقية لمختلف أفراد المجتمع واحتياجات كل فرد من السلع والخدمات وبالتالي لا تعرف من هم الأشد فقرا ومن هم الفقراء ومن هم محدودي الدخل .. بل أنها لا تعرف هل يقتصر الدعم النقدي الذي أعلنت عنه على دعم السلع التموينية وخاصة رغيف العيش والزيت والسكر والشاي أم يشمل مختلف بنود الدعم من سلع تموينية ونقل عام وقروض الإسكان الاقتصادي والمنتجات البترولية والأدوية والمزارعين والصادرات والسكك الحديدية ؟ لقد حاولت الحكومة الاعتماد علي المعايير الدولية التي تحدد الفئات الأشد فقرا بالأشخاص الذين يقل دخلهم اليومي عن دولار واحد أي اقل من 5جنيهات ونصف جنيه يوميا أما الفئات الفقيرة وفقا للمعايير الدولية فهي التي يقل دخل الفرد فيها عن دولارين يوميا أي حوالي 11 جنيها ..
وبحسبة بسيطة اكتشفت الحكومة انه بالاستناد علي هذين المعيارين فان معظم سكان مصر سوف يحتاجون إلى الدعم لأنة لو افترضنا أن متوسط عدد أفراد الأسرة في مصر 3أفراد فإن الأسرة التي يقل دخلها عن 999 جنيهاً تقريبا أي حوالي ألف جنيه تعد أسرة فقيرة .. مما جعل فلاسفتها يحاولون التملص من المعايير الدولية بدعوي انخفاض القوة الشرائية للدولار مقارنة بالجنيه المصري .. وضرب احدهم مثلا بساندوتش الهامبورجر في قطعة خبز الكايزر حيث يصل سعره في دولة مثل المكسيك دولار أمريكيا بينما يصل سعره في مصر نصف دولار .. وكأن فقراء مصر يأكلون الهامبورجر والكايزر أو حتى يعلم الكثير منهم طعمه أو ماهيته !! إنني أعذر الحكومة في الورطة التي وضعت نفسها فيها وتحاول التملص منها باي وسيلة حماية لرجالها ممن يركبون السيارات الفارهة التي تستخدم البنزين فئة 95 باقل من سعر التكلفة بكثير ويديرون مصانعم بطاقة سواء كانت كهرباء او غاز او سولار باقل من ثلث السعر العالمي ويحصلون علي دعم كاش لصادراتهم قبل ان يتم بيعها في الخارج ويمثل نصيبهم ثلثي اعتمادات الدعم يحصلون عليها دون اي عناء بينما يصارع الفقراء من اجل لقمة عيش تساعدهم علي البقاء لتبقي حجة الحكومة في عدم التحول الي الدعم النقدي ان ساندوتش الهامبورجر في مصر اقل من نصف سعره في المكسيك فكيف نعتبر من يقل دخله عن دولار واحد في اليوم اي حوالي 275 قرشا فقيرا كحا كما هو الحال في المكسيك ؟1 0 لقد برهن التلكؤ الحكومي في التحول الي الدعم النقدي النية المبيتة لبقاء الحال علي ماهو عليه ليظل المليونيرات يحصلون علي معظم كعكة الدعم ولان ملايين المصريين لايعرفون شكل او طعم هذا الهامبورجر ولم يفكرون يوما في ارتياد المحلات ذات الاسماء الاجنبية التي تبيعه مثل ماكدونالدز وماشابها فسوف يظل الفقير الكح في مصر مجهولا حتي يتم التخلص من شماعة الهامبورجر مع ان التعرف علي الفقير المصري امربالغ اليسر فنظرة واحدة من اي موظف او باحث اجتماعي لوجوه عشرات الملايين من المصريين من مستخدمي المواصلات العامة وساكني العشوائيات والمقابروالارياف وما تحمله من علامات البؤس والشقاء كافية للتاكيد علي اننا شعب من الفقراء المعدمين الا نفرا قليلا يعدون بالآلاف يملكون الميارات والملايين ورغم ذلك تعتبرهم الحكومة من المستحقين للدعم بجدارة !

» خد الإخوان الأيسر وكف الحكومة
» تقارير على هوى الحكومة
» تقارير على هوى الحكومة
» الحكومة المكروهة!
» الحكومة راجل ولا «ست»؟!