[img]https://alomah.yoo7.com/[/img] حين تذكر كلمة «المنع» يقفز إلى الأذهان منع الصحفيين والإعلاميين من منابرهم الإعلامية فى مرحلة حرجة من عمر الوطن. لا أتحدث عن هؤلاء فحسب بل عن شكل آخر للمنع، وهو منع بعض رجال الدعوة الإسلامية من اعتلاء المنابر، وإبعاد بعضهم عن مصر تماما بـ«تعليمات «أمنية»، أقصد ما تردد قبل سنوات عن ترحيل صوت الشباب «عمرو خالد» عن مصر، ومن قبله الدكتور «عمر عبدالكافى» وآخرون. سيناريو المنع المتكرر أفرز أبطالاً من ورق، وزعامات وهمية، ربما لأن الناس تبحث عن قيادة روحية وزعامة سياسية مفقودة، أو لأن الجماهير تنحاز لكل من يقف «ضد الحكومة» ظالماً كان أم مظلوماً!. ولأن أيدينا مغروسة فى صناعة الميديا فنحن نراهم على حقيقتهم، نعرف تاريخهم دون ورقة التوت التى خلقها تعاطف الرأى العام مع «الممنوعين»!. لكن معظمنا آثر الصمت خشية حملات التصفية المعنوية لجيوش الغوغائية المحيطة بالممنوعين!. أعود إلى «عمرو خالد» الذى غادر مصر بضجة إعلامية، وعاد إليها متوجاً برسالة الدكتوراة، وإصرار على استمرار «مؤسسته» كدولة موازية لها (قنوات إعلامية مرتبطة باسمه وبرامجه، وفروع فى مختلف الدول العربية وإنجلترا أيضاً، ومصادر تمويل، وآلاف المتطوعين والمريدين والممولين، وجهاز علاقات عامة يروج لأسطورة الداعية المضطهد). بث «عمرو» لأنصاره مقطع فيديو يصور فيه نفسه بملابس الإحرام ويعلن أنه سيعود لإلقاء الدروس الدينية فى مصر، وأن درسه الأول سيكون فى مؤسسة اجتماعية يرعاها اللواء «عبدالسلام المحجوب»، مرشح الحزب الوطنى فى الإسكندرية!!. وبعيداً عن صخب أنصار «عمرو خالد» على الإنترنت ورفضهم للندوة، ورغم قرارات اللجنة العليا للانتخابات بعدم استخدام شعارات دينية فى الدعاية الانتخابية، أُقيمت الندوة وتم توزيع المنشورات الانتخابية خلالها. ولهذا قرر «النجم» الخروج عن صمته، ليؤكد أنه ليس مسؤولاً عما يتم توزيعه فى ندواته، وأنه برىء من السياسة والانتخابات، ومن باب الابتزاز العاطفى يذكرنا بأنه مُنع من اللقاء «الحى» مع جمهوره لثمانى سنوات، لدرجة أنه خشى أن تكون روحه صدئت من الارتباط بالآلة. ولأننى ضد المنع بكل أشكاله أذكر «داعية الصفوة» بما ذكره فى حديثه لجريدة «اليوم السابع» من أنه موجود هو وأسرته داخل مصر، وأنه صور برنامجه «المجددون» تحت سفح الأهرامات.. وهو موجود أيضاً على الفضائيات، ولم يكن مضطراً للقفز فى أحضان أجهزة الأمن بالترويج الانتخابى لمرشحى الحزب الوطنى. بعقلية المؤامرة (وهى ضرورة فى موسم الانتخابات) يمكن فهم صفقة «عمرو خالد» على أنه يقدم دليل الولاء للحزب الحاكم، فى مواجهة «صبحى صالح»، مرشح جماعة «الإخوان المسلمين»، التى تربى بينها!. وطبقاً لقاعدة: (عدو عدوى صديقى) يصبح «عمرو» صديقاً للنظام وقد تتطور تلك الصداقة ليصبح من رجالها المخلصين. الدكتور «عمرو» يدرك جيدا أنه فى دولة مزاجية، (تسمح له بحملة «حماية» وتمنع مشروع «إنسان»)، وبالتالى فعليه أن يقدم السبت والأحد أيضاً وقد فعل. بقيت كلمة أقولها للإنصاف: اللواء «عبدالسلام محجوب»، وزير الدولة للتنمية المحلية، مسؤول شريف، خدم أهالى الإسكندرية فأحبوه وأطلقوا عليه لقب «المحبوب»، وهو ليس بحاجة لجماهيرية داعية دينى، لأنه بطل حقيقى فى زمن الأبطال الورق!