عدد الرسائل : 17047 الموقع : جريدة الامة تاريخ التسجيل : 24/09/2008
موضوع: أحمد شعلان:يكتب: آن لصوت العقل أن يتدخل السبت 5 فبراير 2011 - 3:53
[img]https://alomah.yoo7.com/[/img] يضيع الوطن بين بلطجة الحكومة وانتهازية المعارضة وعناد الشباب. كانت منذ بضعة أيام أحلاما بعيدة المنال طالما نادى بها الشعب بمختلف فئاته بسطاء ومثقفون وسياسيون وعندما ثار الشباب وهب للمطالبة بها أمام النظام الحاكم وجدنا تيارات المعارضة تهب لجنى ثمار وتعب الشباب واستغلال الفرصة وركب الموجة، وليس ذلك غريبا عليهم فقد دابوا على استغلال الفرص وطالما عقدوا الثفقات وتحالفوا ضد الإخوان المسلمين مع الحزب الوطنى كل ذلك مقابل بضعة مقاعد فى المجلسين.
الحزب الوطنى: يحكم البلد بقبضة من حديد منذ ما يقرب من 48 عاماً. دأب على تزوير إرادة الشعب واعتقال الناشيطين السياسين وتكميم الأفواه وتقنين الظلم والتزوير بوضعه داخل الدستور، فقد وعى الدرس الذى أعطاه له المحامون برفع قضايا عدم الدستورية لبعض القوانين المقيدة للحريات فوضعها داخل الدستور ليغلق الباب نهائيا أمام الجميع لأنه فارس لا يشق له غبار فى المعارك السياسية بصرف النظر عن أنه لا يتحلى بأخلاق الفروسية لكن يمكن القول إنه لاعب ذو مهارات خاصة اخلاقية وغير أخلاقية فى المعلب السياسى وفى مواجهة خصومه ونجح فى ذلك الى حد بعيد ويشهد له بالانتصار فى المعارك المعركة تلو الأخرى.
الأحزاب المعارضة: ليس لها تواجد أو تأثير فى الشارع المصرى وبرامجها المعلنة يتم تنفيذها على الورق فقط. وهى ضعيفة جدا أمام الحزب الوطنى فقد دأبت على نقده على طول الخط دون أن تطرح حلولا لأى مشكلة من المشكلات المطروحة على الساحة مما أفقدها مصداقيتها فى الشارع المصرى، كما أنها لا تقدم أى جديد فى الحياة السياسية سوى الصراخ والعويل وانتقاد الحزب الوطنى ليل نهار دون أن تنظر لنفسها وتفدم نفسا للشعب كبديل مقبول بدلا من الحزب الوطنى. كما نها تعلن مواقف ومن خلف الابواب يتم عقد الثفقات مع الوطنى.
الشباب: تحركوا مشحونين بمشاعر غضب عارمة أهمها:
تصرفات حكومة رجال الأعمال التى وزعت البلد على مجموعة معينة من رجال الاعمال وقسموها وكأنها تركة موروثة وليست دولة ذات ملكية للشعب. • تصرفات وزارة الداخلية من اعتقال وقتل مواطنين أبرياء والتعامل بغير آدمية مع المواطنين وكان المواطنين عبيد للداخلية وليسوا مواطنين شرفاء وأعلنت الوزارة ان المواطنين فى خدمة الداخلية. • قلة فرص العمل وازدياد البطالة وعدم توازن الأجور مع الأسعار التى فى ازدياد مستمر وليس لها ظابط أو رابط سوى أهواء التجار المستغلين للأوضاع مع غياب قانون حماية المستهلك وقانون الاحتكار. • عدم ممارسة الحقوق السياسية سواء داخل الجامعة أو فى المجتمع مع اقتناعهم الكامل بعدم تاثير اصواتهم فى أى انتخابات نيابية أو رئاسية لم يجد الشباب بديلاً عن الخروج للشارع للتعبير عن غضبهم متمنين أن تلبى مطالبهم المشروعة وهى:
• تعديل الدستور بما يكفل الديمقراطية الحقيقية. • وبناء دولة مؤسسات تكفل المواطنة للجميع. • إقصاء جميع الرموز الفاسدين سواء من الحزب أو الحكومة. • حل المجلسين وإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف القضاء. لكن الداخلية بغطرستها المعهودة سحلت واعتدت عليهم وقتلت منهم عددا ليس بقليل، فجن جنون الشباب ورفعوا سقف مطالبهم إلى المطالبة برحيل الرئيس، فقد شاهدوا زملاءهم يقتلون أمام أعينهم مما صم آذانهم وأعمى أعينهم وأصبح لا هم لهم سوى الإطاحة بالرئيس لقناعتهم الكاملة بأنه المسئول الأول والأخير عن قتل زملائهم وتشريد أسرهم.
وعندما لبى الرئيس عددا لا بأس به من مطالب الشباب - لكنه تأخر كثيرا- لم يجد آذانا صاغية سواء من الشباب أو من المعارضة- الانتهازية - لكنه وجد ترحيبا من الشارع المصرى ومن العقلاء الذين يريدون صالح البلاد.
لكن الآن ما الذى حدث خلال أقل من 12 ساعة ومن المسؤال عنه أهو النظام أم قوى داخلية لها مصلحه فى أن تعم الفوضى؟ أم قوى خارجية؟ من المسؤل؟ للأسف كلنا مسئولون كلنا مخطئون كلنا مذنبون الحزب الحاكم: سمح أو ربما ساعد فى أعمال البلطجة التى تجرى الآن ولا أبرئه منها المعارضة: تنتهز الفرص وتنفخ فى النار وتزيدها توهجا الشباب:صموا آذانهم عن صوت العقل البسطاء من الشعب يضيعون الوطن يضيع زمان عجز عنه أعدانا منذ عام 1973 قد أنجزناه فى أقل من أسبوع. عدونا يقف الان منفرج الاسارير مبتهج بما تم إنجازه دون يدفع مالا أو عددا من أرواح أبنائه. نحن من ندفع الثمن نحن من نجنى الدمار والخراب. أصبحت البلد خاوية على عروشها والكل يصم آذانه والكل مسئول. آن لصوت العقل أن يتدخل وأن تخمد نار الفتنة. كل يلزم بيته من أجل البلد لإخماد نار الفتنة، وحتى لا نستيقظ فنجد أن البلد عن بكرة أبيها قد دمرت ونجلس نبكى على الأطلال.