أحداثا مؤسفة شهدتها محافظة الجيزة وبالتحديد حي إمبابة، جنوب العاصمة المصرية القاهرة، حيث وقعت اشتباكات دامية بين مسلمين ومسيحيين بالقرب من كنيسة "مارمينا" بمنطقة المنيرة الغربية.
واندلعت شرارة المواجهات بإطلاق عدة شائعات متناقضة مع بعضها البعض، فالأولى تذكر أن فتاة مسيحية تزوجت من شاب مسلم بعد ما دخلت الدين الإسلامي وأن المسيحيين قاموا بخطفها واحتجازها بقصد تصفيتها.
أما الشائعة الثانية فتذكر أنه على العكس من هذا أن فتاة مسلمة تنصرت وتزوجت شابا مسيحيا وأنه أيضا تم احتجازها بالكنيسة لحمايتها من المسلمين الذين قد يطبقون عليها حد الردة. وبدون تفكير وكأن الدماء الساخنة كانت تستعد للفوران وقعت المصادمات العنيفة التي أسفرت عن وقوع أحد عشر قتيلا من المسلمين والمسيحيين بخلاف أكثر من مائتي مصابا في الجانبين.
ورغم الانتقال السريع لقوات الشرطة المدنية فور اندلاع الاشتباكات إلا أنها عجزت عن احتواء الأزمة ولم يكن أمامها إلا الاستعانة بالشرطة العسكرية التي دفعت بعشرات المدرعات الحربية لتطويق مقر الكنيسة ووقف المصادمات إلا أن وتيرة الأحداث كانت أسرع.
فكأن الفريقان قد أعدا العدة مسبقا ظهرت الأسلحة النارية والزجاجات الحارقة وقنابل المولوتوف التي أدى إطلاقها لاشتعال الحرائق بعدد من المنازل وإحداث الخسائر الفادحة ووقوع الخسائر البشرية الخطيرة بين الطرفين.
وقامت قوات الأمن بفرض كردون أمني حول منطقة الحادث بعد ما استمرت المواجهات الدامية لأكثر من 6 ساعات متواصلة، كما قامت منذ الساعات الأولى لصباح اليوم الأحد 8 مايو 2011 بتحويل كافة مسارات الطرق المؤدية لمكان الحادث.
وقد التقت شبكة الإعلام العربية "محيط" بعدد من المواطنين ما بين شهود عيان وسكان المنطقة والذين أجمعوا على وجود أصابع خارجية قامت بإشعال الأحداث على هذا النحو الدامي.
وأن حالة الاحتقان الطائفي التي سبقت إطلاق هذه الشائعات هي التي أدت إلى فداحة الخسائر.
فقبل أيام من وقوع هذه الاشتباكات كانت التربة مهيأة تماما لحدوث شيء خطير، حيث شهدت قرية أطفيح، بمحافظة الجيزة أيضا، أحداثا مشابهة بعد تردد أنباء عن نشوء علاقة آثمة بين مسلمة ومسيحي، ولقي شخصان مصرعهما وأصيب عدد آخر، فقام بعض المحتجين بهدم كنيسة قرية "صول".
وكادت الأمور تنفجر على نحو خطير بعد لجوء المسيحيين للاعتصام أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون.
ولولا تدخل شخصيات بارزة مثل الداعية الإسلامي عمرو خالد والشيخ محمد حسان لتهدئة الأوضاع.
بخلاف تعهد القوات المسلحة بإعادة بناء الكنيسة في ذات الموقع وعلى نفس المساحة وشارك المسلمون إخوانهم المسيحيين في بنائها.
كما سرت حالة من تأجج المشاعر على خلفية وقوع تظاهرات من المسلمين والمسيحيين، حيث اتهم كل فريق الآخر باختطاف نساء وفتيات وإجبارهن على تغيير ديانتهن.
وتعكس هذه الأحداث الخطيرة حالة الاحتقان بين الطرفين التي غذتها رموز النظام السابق عبر ترسيخ الفتنة الطائفية وتأجيج المشاعر على هذا النحو الذي بات يهدد بتكدير السلم العام على طريقة تجويع الذئاب قبل إطلاقها على المصريين.
لذا كان لزاما على الشعب المصري بأسره أن يتحمل مسئوليته وألا ينساق كالقطيع خلف هذه الفتن التي تهدد بعواقب خطيرة وتفوق في فداحتها كل ما نتحدث عنه من ثورة مضادة وخلافه.. وربنا يستر