الموت حق فمن وهبنا الحياة يحق له أن يسترجعها في أي وقت ومكان, وتتعد الأسباب ولكن الموت واحد من ناحية انفصال الروح عن الجسد, لكنه متعدد الصيغ والأشكال, وأروع أشكاله عندما يكون إرضاء للرب وأبشعها عندما يكون إرضاء للشيطان, الأول شكله الجهاد والثاني شكله العمالة! وكما انه لا توجد منطقة وسطى بين الجنة والنار, فأنه لا توجد منطقة وسطى بين الوطنية والعمالة!
لا عجب! فللموت زهوه أيضاً
ما أبشع الموت
أن مات المرء
انبطاحيا..
وما أروع الموت
إن مات
واقفا كنخلة
للموت أشكال
مت ساجدا
مت راكعا
مت مقاوما
مت شهيدا
مت مخلدا
لكن لا تمت
قاعدا مجردا
......................
مت شهيدا
فدمائك النازفة
على الأرض
تفور..
تنبت أشجارا
وزهور..
تعبق بنسائم
وعطور
تنضج أجيالا
لا تقهر..
وطلائع
فجر منصور
....................
مت شهيدا
مطمئن البال
فقد ورثك
رجال أبطال
لا تهزهم
عواصف الريح
و لا يثنيهم
شدة الفحيح
ولا يغريهم
ثناء ومديح
ثابتون كالجبل
مؤمنون
بلا وجل
ماضون
بعزم وأمل
مت وأنت مستريح
.........
ما فائدة المرء
لو ربح
العالم كله!
وخسر نفسه..
وخسر دينــه
وخسر وطنه
وخسر شرفه
يا لذله..
يا لبؤسه..
يا لنحسه ..
عار يلحقه
في قبره
يورثه!
لجميع نسله..
.........
مت شهيدا
وأنت حي..
في قلبك
كتب الأيمان
مزهوا..
بروح
الرحمن..
روحك في
حوصلة
طير
خضر
تتغنى
بأحلى الألحان
تحلق في سماء الخلد
وتحط
على سور
الجنان