غلاف كتاب "من الجذور إلى مطبعة بولاق" للدكتور خالد عزب وأحمد منصور
صدر حديثاً عن الدار المصرية اللبنانية كتاب "الكتاب العربى المطبوع .. من الجذور إلى مطبعة بولاق" للدكتور خالد عزب وأحمد منصور، الحاصلين على جائزة الدولة التشجيعية فى العلوم الاجتماعية عن كتاب "مطبعة بولاق".
يرصد الكتاب حركة الكتاب العربى المطبوع ومراحل تطوره وكيفية صناعته، كما يعرض دراسة نادرة للباحثين فى مجال الطباعة لأوائل المطبوعات المصرية ثم مطبعة بولاق حتى وصولها إلى شكلها الحالى.
ويؤرخ الكتاب لنشأة وتطور الكتاب العربى المطبوع فى العالم العربى، والذى بدأت قصته فى تركيا، على الرغم من تصدى سلاطين آل عثمان لها فى أول الأمر، ثم ظهورها فى الشام؛ كما تأتى نشأة الطباعة فى سوريا، حيث كانت حلب أول مدينة سورية عرفت فن "جوتنبرج".
بعدها يستفيض الكتاب فى عرض نشأة الطباعة فى مصر، التى بدأت فى عهد الحملة الفرنسية، فيفرد لها الكتاب صفحات يشير فيها إلى أن ظهور فن الطباعة بمعناه الحديث فى مصر يرجع إلى عهد الحملة الفرنسية 1798م-1801م، حين أدرك بونابرت منذ اللحظة التى قرر فيها احتلال مصر أن الدعاية هى السلاح الماضى الذى يكسب به قلوب المصريين.
أشار المؤلفان إلى أن مطبعة بولاق كانت هى السبب الرئيسى فى خروج مصر من عصور مظلمة تثقلها قيود الجهل والتخلف إلى نور المعرفة، والحرية والوعى، وكان كل هذا بسبب المطبعة التى قدمت للمصريين زاداً كانوا فى حاجة إليه، قدمت إليهم المعرفة الواسعة فى وعاء جديد عليهم هو الكتاب المطبوع، ويقدم الكتاب نشأة مطبعة بولاق بعد جلاء الحملة الفرنسية عن مصر فى سنة 1801م.
ثم انتقل الكتاب لعرض آلات وحروف الطباعة التى تم استيرادها فى أول الأمر من ميلان بإيطاليا، حيث تم تجهيز مطبعة بولاق وقت إنشائها بآلات من أحدث الطرز، مستعرضاً مطبعة بولاق فى عهد أسرة محمد على باشا، وقد جاء فى هذا الفصل، انتعاش المطبعة فى عصر الباشا الكبير، حيث كانت محط اهتمامه ورعايته، ثم عرض أحوال المطبعة فى عهد الوالى عباس حلمى الأول، وقد أخرجت المطبعة فى عهده بعض الكتب القيمة منها "مقامات الحريرى" و"خطط المقريزى"، أما أحوال المطبعة فى عهد الوالى سعيد باشا، فيذكر الكتاب أن نشاطها كان محدوداً لا يعدو سجلات الحكومة وبعض الكتب القليلة.
وأخيراً يعرض الكتاب تاريخ ظهور الصحافة فى مصر، والذى بدأ مع الحملة الفرنسية بجريدة "بريد مصر"، ثم الصحيفة التى صدرت عن المجمع العلمى بعنوان "العقد المصرى" أو "العشرية المصرية"، ثم عرض الكتاب للصحافة فى أسرة محمد على باشا، مثل "جورنال الخديوى" و"الوقائع المصرية" و"الجريدة العسكرية". كما عرض الكتاب للصحافة فى عهد الخديوى إسماعيل مثل جريدة "يعسوب الطب" التى تخصصت فى نشر أفضل المسائل الطبية المفيدة، وأيضاً جريدة "روضة المدارس" وجريدة "أركان حرب الجيش المصرى".