تحركات هدفها المصالحة ام انها خاضعة لضغوط دولية واقليمية ؟؟تحركات اخوية ام ان هدفها يتمثل في صدر المثل القائل : " من حفر حفرة لاخيه ..." ؟؟؟ تحركات تقودها حسن نوايا ام ما خفي اعظم ؟؟ محاولة لاصلاح القديم ام لخلق عالم عربي جديد يرقى الى احتياجات الشعوب العربية ؟؟ تساؤلات كثيرة تجعل الواطن العربي المهتم بمستقبل الامة والمتابع لسياسة الوطن العربي يعيش في دوامة قد تجلب له الصداع ، ولكن ليكن صداع بلا حدود ما دام الصف العربي سيجتمع والجراح العربية ستلتئم ،ولكن التفاؤل هذا يشوبه الحذر الشديد ، لماذا ؟ هناك جانبان لهذه القمم ، احدهما يدعو للتفاؤل او لنقل بعض التفاؤل ، وهو انم قد فكروا ولمجرد التفكير في المصالحة ، او انهم قد ادركوا ما تقدم عليه سياستهم الخرقاء وادارتهم ، من انقسامات لا تجني منها الشعوب العربية الا المزيد من المآسي ... والذي يدعو للتفاؤل انهم قد فكروا انهم عرب وان مصيرهم مشترك وربما تعلموا درسا وادركوا حقيقة مفادها ان التحالف مع ايران او التحالف مع الولايات المتحدة او غيرهما من الدول غير العربية كان هـراء ولا يحقق تلك الطموحات الافلاطونية التس حلموا بها بل ان الامر يزداد سوءا عن ذي قبل لدرجة انهم اصبحوا لا يتعدون مجموعة بيارق على لوح شطرنج تلعب بها الولايات المتحدة وايران او غيرهما من الدول غير العربية ، غير اني في شك من قولي هذا لان شعور وكبرياء الحكام العرب لم يصلا الى هذا المستوى بعد ، فهم لا يزالون يستقون من كأس الحياة الذليل ولم يصلوا او يجرؤوا حتى على التفكير بكأس الحنظل العزيز . اما الجانب الثاني ، واعتقد انه يجيب على التساؤلات السابقة وهذا ما نستنتجه من توقيت هذه المؤتمرات المتزامنة مع جلسات حوار المصالحة الفلسطينية في القاهرة ، فقد قيل ان الانقسام الفلسطيني سبب انقساما عربيا وشعر كل من فصيلي فتح وحماس ان لهما سند عربي يستند هو الاخر الى دولة اقليمية ودولية لتصبح مصدر قوة لكل فصيل فكان من الاهمية بمكان وحرصا من الدول العربية ورغبتها في انهاء الصراع السياسي الفلسطيني الفلسطيني ، ان تعقد مؤتمرات المصالحة هذه في خطوة توحي للاطراف الفلسطينية المتحاورة ان الاجواء باتت الان مهيأة اثر من أي وقت مضى للمصالحة الحقيقية بين هذه الفصائل ، تلك الفصائل التي لا توفر لنفسها الاجواء الحقيقية للمصالحة ، فبدلا من اللجان كان الجدر بنا ان يتحاور عباس ومشعل او هنية ولكن اللجان منبثقة عنهما فقط . والجانب الثالث هو وجود خوف من دول الاعتدال العربي من ان تيم الحوار بين ايران والولايات المتحدة وحزب الله وبريطانيا الداعمين الرئيسين لكل من دول الاعتدال والممانعة ليفرض عليهما المصالح فرضا دوليا واقليميا ليكون المنطلق العربي من المثل القائل :" بيدي لا بيد عمرو " فتتم المصالحة بجهود عربية"خالية" من التدخلات الدولية و الاقليمية لتبدو هذه الدول تمارس نوعا من السيادة والتصرف الذاتي ، غير ان هذا السلوك وحمى المؤتمرات هذه لا يرأبان الصدع ولا ينزعان فتيل الازمة لمجرد لقاء قام ليوم او يومين ثم انقضى ولا لمجرد بيان ختامي يكن ان يكون معدا مسبقا لان حقيقة الازمة القائمة بعيدة كل البعد عما ذكر وهي قائمة مع قيام اسرائيل التي يفرض وجودها مصالح ذاتية ومكاسب شخصية لدول معينة على حساب علاقاتها مع الدول العربية الاخرى واعتقد ان من لا يوفق بينهم العديد من الامور التي يعرفها كل عربي من دين وعادات وتقاليد ولغة ووحدة جغرافية وتاريخ مشترك ومصير مشترك ، لا يوفق بينهم مجرد لقاء لا يبلغ الحد الادنى من هذه الدول سواء اكان لقاءا طارئا او دوريا على مستوى القادة او رؤساء الخارجية او غير ذلك من اللقاءات ، وهذه اللقاءات لا تبدو لنا كمواطنين عرب او كمراقبين الا كقضاء وقت لهؤلاء الزعماء او مساهمة في صناعة الاخبار او المادة الاعلامية لوسائل الاعلام المختلفة، والحاجة هنا والكلام موجه الى هؤلاء القادة الذين اجتمعوا في الرياض والذين سيجتمعون عما قريب في قمة عربية جديدة ، ان حاجتنا تبدو ملحة الى الشعور بالمسؤولية الحقيقية والنية الصادقة غير الخاضعة لحسابات دولية واقليمية اكبر منكم مجتمعين وان تاتوا الى هذه القمم دون أي اطارت مسبقة وصور ذهنية تحملونها تؤدي بكم الى الصمم عن النقاش والانسحاب عند الاستفزاز فربما كان صفاء النية وصفاء الاذهان من المؤثرات الدولية والاقليمية يحقق شيئا .