كانت الصحافة في مصر صحافة تنويرية مسؤولة ووكانت مضرب الأمثال في الدول العربية ولها سمعة عالمية أيضا تعرفت عليها في عدة مناسبات أثناء زياراتي لمكتبة الكونجرس ولعدد من الصحف الأمريكية الكبرى لأقرأ في أرشيفها موضوعات عن صحافة مصر في أيام الاحتلال الانجليزي والفرنسي
اليوم تشهد الصحافة المصرية قفزات مهمة، ولكنها للأسف بحاجة إلى مدقق يحاسب الصحفيين الذين يهملون مهمة التدقيق في صحة المعلومات التي تتضمنها أخبارهم وتقاريرهم وهي غالبا ما تحوى تشويها للحقائق أو حقائق مبتورة بحيث يمكن إساءة تفسيرها بسهولة – وهذا له تأثير كبير في صياغة الرأي العام ورأي رجل الشارع العادي.
وربما كان ذلك واضحا وجليا في التغطية الإعلامية (إذاعة وتلفزيون وصحف) للحادثة المؤلمة التي ألمت بابنة المطربة ليلى غفران وصديقتها نادين. التسرع في الحديث عن خمور ومخدرات وجنس وفجور أدى إلى تشويه سمعة الضحيتين واسرتيهما وكان له أثر بالغ السوء في تشكيل رأي الناس وفي حكم المجتمع علي الضحيتين ... إنها جريمة أخرى ارتكبها الإعلام لا تقل عن جريمة القتل البشعة التي تحدث عنها. وبعد التسرع في النشر، اتضح أن سبب القتل هو السرقة ولا علاقة للجريمة لا بالجنس ولا بالمخدرات ولا بالخمور ولا بالفجور الذي تحدثت عنه وسائل الإعلام غير المسؤولة! وكل هذا للأسف نشر وانتشر على الانترنت وفي البريد الاليكتروني وأطلق العنان لخيال المدونات وفي الشبكات الاجتماعية مثل الفيس بوك وغيرها مما يضاعف من آلام الأسر المنكوبة! وما يكتب على النت يظل عليها إلى الأبد.