[url=
]
[/url]حشود كبيرة من المواطنين.. لافتات مرفوعة.. هتافات غاضبة وأخرى تضامنية.. "العار.. العار.. العرب يشاركون في الحصار".. "الانتقام.. الانتقام.. يا كتائب القسام"، "يا حكام البلاد.. افتحوا باب الجهاد".
ذلك كان مشهدا من "جمعة الغضب" من أجل نصرة غزة، حيث خرج مئات الآلاف من المواطنين في العواصم والمدن العربية من الدوحة إلى القاهرة، مرورا ببغداد والكويت وبيروت وعمّان والضفة الغربية وصولا إلى مقديشو لتلبية دعوة العلامة د. يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، للتضامن مع قطاع غزة القابع تحت القصف الإسرائيلي الوحشي.
ولم يحل دون خروج المواطنين للتعبير عن غضبهم وتضامنهم مع غزة، الحشود الكثيفة من قوات الأمن التي طوقت أماكن المظاهرات والوقفات الاحتجاجية في بعض هذه المدن.
مصر
طالع أيضا:
"الجمعة الغاضبة" تشعل احتجاجات عشرات الآلاف بآسيا
مخاوف إسرائيلية من دعوة القرضاوي لجمعة الغضب
العالم يتأهب لـ"جمعة الغضب"
ففي مصر، شهدت العديد من المدن الرئيسية خروج مئات الآلاف من المواطنين المصريين للتعبير عن غضبهم ضد جرائم الاحتلال الإسرائيلي، مطالبين بفتح معبر رفح ورفع الحصار عن قطاع غزة، وطرد السفير الإسرائيلي من القاهرة.
وشهدت مساجد القاهرة الرئيسية مظاهرات ضخمة شملت الجامع الأزهر وجامع النور في العباسية (شرق القاهرة) وجامع الفتح في ميدان رمسيس بوسط العاصمة المصرية، وقد حاصر المتظاهرين أعداد كبيرة من قوات الأمن التي منعت فعاليات ورموزا سياسية عديدة من المشاركة في الوقفات والمظاهرات التي نظمتها قوى سياسية عديدة، من بينها جماعة الإخوان المسلمين وحركة كفاية.
وكان من اللافت قيام الجماهير المشاركة برفع الحذاء كشعار للمظاهرات، وقال بعض المشاركين في هذه المظاهرات إنهم "يرفعون الحذاء في وجه النظم وفي وجه الاحتلال"، كما رفع المصلون لافتات كتب عليها شعارات، من بينها "حماس لن تركع"، و"غزة لن تموت أبدا".
وفي الإسكندرية شارك حوالي 100 ألف متظاهر في مسيرة ضخمة جابت أنحاء المدينة للتضامن مع غزة، وشهدت محافظات الجيزة والقليوبية وبني سويف والبحيرة ودمياط والشرقية وكفر الشيخ مشهدا مماثلا في أعقاب انتهاء صلاة الجمعة.
وبجانب المسيرات الاحتجاجية شهدت غالبية المساجد المصرية توحيد الخطبة في شأن غزة، ففي حين تناولت خطبة الجمعة في الجامع الأزهر "أسباب النصر على العدو الصهيوني المتغطرس"، و"كيفية النهوض من تلك المحنة، من أجل إنهاء الأزمة التي تمر بها غزة"، ركزت الخطبة في مسجد رابعة العدوية (شرق القاهرة) على "جرائم اليهود عبر العصور".
كما شهدت مساجد الجمعية الشرعية (لا تتبع وزراة الأوقاف المصرية) عقب صلاة الجمعة دعوة للمصلين من أجل التبرع لغزة، وركزت معظم خطب الجمعة في مساجد الجمعية البالغ عددها أكثر من عشرة آلاف مسجد على أهمية تفعيل ثقافة المقاومة ودعم الفلسطينيين، كما أقامت أغلب مساجد الجمعية صلاة الغائب على روح شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة.
وفي العريش (310 كم شرق القاهرة)، خرج بضعة آلاف من المواطنين في مظاهرات ضخمة في وسط المدينة، وهي عاصمة محافظة شمال سيناء الحدودية مع غزة، ووقعت مصادمات بين الشرطة المصرية والمتظاهرين.
وفي المقابل فإن القسم الأكبر من المساجد التابعة لوزراة الأوقاف خلت خطب الجمعة فيها من أية إشارة للعداوان على غزة، فيما اكتفت مساجد أخرى بإقامة صلاة الغائب على أرواح شهداء غزة، بحسب مراسلي "إسلام أون لاين".
الضفة الغربية
وفي الضفة الغربية، شهدت العديد من المدن والبلدات الفلسطينية فعاليات عدة لمناصرة لغزة، ووقعت اشتباكات بين المواطنين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلية، فيما منعت القيود الأمنية الإسرائيلية المشددة وصول آلاف المصلين إلى المسجد الأقصى في القدس المحتلة.
وشهدت مدينة القدس المحتلة إجراءات إسرائيلية مشددة منعت وصول عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى وأداء الصلاة فيه، وقال شهود عيان لـ"إسلام أون لاين.نت" إنه لم يسمح بدخول المواطنين دون سن 50 عاما، والمواطنين من حملة بطاقة الهوية الإسرائيلية أيضا، في محاولة منها لمنع أي تظاهرات أو مسيرات قد ينظمها المصلون عقب صلاة الجمعة.
وعلى الرغم من هذه العراقيل فإن العديد من الشبان الفلسطينيين اشتبكوا مع قوات الاحتلال من قوات الشرطة وحرس الحدود المنتشرين على مداخل المسجد الأقصى ومدينة القدس، ورد الجنود بإطلاق الغاز والعيارات النارية والمطاطية على المتظاهرين.
كما خرج عشرات الآلاف من المواطنين عقب صلاة الجمعة في مسيرة تضامنية تمركزت في دوار المنارة وسط مدينة القدس، ورفع المشاركون العلم الفلسطيني في رمزية إلى وحدة القضية، وشارك في المسيرة مختلف أطياف الشعب الفلسطيني والعديد من ممثلي القوى الوطنية والإسلامية، إضافة إلى عدد من نواب المجلس التشريعي الفلسطيني، وممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني.
وفي بلدة بلعين بالقرب من مدينة رام الله خرج آلاف المواطنين عقب أدائهم صلاة الجمعة في مسيرة جابت شوارع البلدة، وتوجهت باتجاه جدار الفصل العنصري الذي يقيمه الاحتلال على أراضي البلدة، ووقعت اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الاحتلال التي استخدمت الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع ضد المتظاهرين، بما أوقع إصابات وحالات اختناق في وسط المواطنين ونشطاء السلام الأجانب الذين شارك بعضهم في المسيرة.
وقال أحد المشاركين لـ"إسلام أون لاين":"ما تميزت به هذه المسيرة عن غيرها من المسيرات أن عددا كبيرا من المشاركين فيها ارتدوا ملابس الاعتقال في حالة رمزية إلى ما تقوم به قوات الاحتلال من عمليات اعتقال جماعية للمواطنين في قطاع غزة".
وأشار إلى أن المسيرة سوف تتحول إلى مظاهرة ضد الجنود المتمركزين بالقرب من جدار الفصل العنصري حيث تشهد بلدة بلعين مسيرات ومظاهرات احتجاجية شبه يومية.
وفي مدينة نابلس خرج آلاف من المواطنين إلى وسط المدينة في مسيرة انطلقت من أمام مسجد الحاج معزوز، وردد المشاركون فيها عبارات من بينها "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين"، وشارك في المسيرة عدد من نواب المجلس التشريعي في المحافظة، إضافة إلى شخصيات ونشطاء سياسيين طالبوا بضرورة توحيد الصف الفلسطيني أمام "الهمجية الإسرائيلية".
كما شهدت كل من مدينة جنين وطولكرم وبلدتي عتيل وباقة الشرقية في قضاء طولكرم مسيرات وتظاهرات منددة بما يجري في القطاع، وشارك في هذه التظاهرات الآلاف من المواطنين.
وشهدت غالبية مساجد الضفة قيام صلاة الغائب على أرواح الشهداء الذين سقطوا في قطاع غزة، وكان من الملاحظ في غالبية المسيرات التي شهدتها مدن الضفة الغربية تواجد كثيف لرجال الشرطة الفلسطينية وأفراد الأجهزة الأمنية في محاولة منهم إلى عدم وصول هذه المسيرات إلى نقاط التماس مع قوات الاحتلال المتمركزة على مداخل المدن الفلسطينية، كما توضح المصادر الفلسطينية.
وفي فلسطين المحتلة عام 48، وبالتحديد في مدينة باقة الغربية، قررت لجنة المتابعة العليا للجماهير الفلسطينية داخل الخط الأخضر تنظيم تظاهرة بعد صلاة عصر اليوم، وأجمعت لجنة المتابعة على أن تكون الأعلام والشعارات والهتافات والرسائل "واحدة وموحدة، وطنيا وسياسيا"، بحسب تصريحات مصادر في اللجنة لـ"إسلام أون لاين".
الأردن
وفي العاصمة الأردنية عمان، خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين واشتبك مئات المتظاهرين مع قوات الأمن بعدما حاولت منعهم من الاقتراب من مبنى السفارة الإسرائيلية في عمان، وضربت قوات الأمن الأردنية طوقا أمنيا حول السفارة لمنع المتظاهرين من اقتحامها بعد وصولهم إلى مسافة 100 متر منها.
ورفع المتظاهرون، الذين ينتمون إلى جميع الأحزاب والأطياف السياسية في الأردن، صورا للرئيس الفنزويلي هوجو شافيز، الذي قامت بلاده الأربعاء بطرد السفير الإسرائيلي شلومو كوهين وستة من موظفي السفارة الإسرائيلية لدى فنزويلا، وسط مطالبات بإجراء مماثل في الأردن وإغلاق السفارة الإسرائيلية في العاصمة عمان.
كما تم تشديد الإجراءات الأمنية المفروضة حول سفارتي مصر والولايات المتحدة في عمان، وأقام المتظاهرون في خيمة الاعتصام، التي نصبوها في وسط العاصمة وقت بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، مقبرة أرقام لشهداء غزة.
القرضاوي يقود المظاهرات بالخليج
أما في العاصمة القطرية الدوحة فقد خرجت مظاهرات حاشدة بقيادة صاحب دعوة "جمعة الغضب" العلامة الدكتور يوسف القرضاوي الذي دعا خلال المظاهرة إلى مقاطعة المنتجات الأمريكية، كما شارك الآلاف في المسيرة التي خرجت من نادي قطر، أكبر النوادي القطرية؛ حيث تجمعوا هناك مرددين شعارات من بينها "حسبنا الله ونعم الوكيل"، "غزة الحرة".
وفي الكويت، تظاهر نحو ثلاثة آلاف شخص يقودهم نواب وساسة كويتيون، ووصلت المظاهرة إلى البرلمان الكويتي، حيث رفع المتظاهرون شعارات ضد الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على غزة، وأخرى ضد موقف بعض الدول العربية من حصار غزة، ومن بين الهتافات: "العار.. العار.. العرب يشاركون في الحصار".
وفي البحرين، نظمت جمعية المنبر الوطني الإسلامي (الإخوان المسلمون في البحرين) وجمعية الأصالة (ممثلة الحركة السلفية) مسيرات حاشدة في البحرين تقدمها نواب وخطباء وأئمة مساجد، وتجمعت عند مسجد عبد الله درويش فخرو بمدينة الرفاع.
ورفض المشاركون فيها المبادرة المصرية لوقف الحرب على غزة التي تدعو لوقف إطلاق نار فوري وفتح المعابر مع إعطاء إسرائيل ضمانات أمنية بعدم تهريب الأسلحة لغزة، واعتبر المتظاهرون المباردة "أمريكية أوروبية صهيونية، تسعى لتقويض المقاومة، وإطلاق يد العدو في غزة"، وقالوا: إنه "لم يكن لمصر شيء فيها سوى شرف إذاعتها، وإنها لا تلبي متطلبات الشعب الفلسطيني".
وطالب بيان صدر عن المشاركين في المسيرة الأنظمة العربية المطبعة مع إسرائيل بقطع علاقاتها معها، وسحب سفرائها من تل أبيب وطرد سفراء إسرائيل من العواصم العربية.
.