[url=
]
[/url][url=
]
[img]http://i34.serأي جيش هذا الذي يقاتل النساء والأطفال والشيوخ، ويهدم البيوت على رءوس من فيها، ثم يتباهى أمام العالم بأنه يمنح الفلسطينيين مدة ثلاث ساعات ليلتقطوا أنفاسهم !! (وهو بالقطع لن يلتزم بذلك)ش، يعود بعدها لقصف البيوت وقتل الناس. أمَّا المواجهة المباشرة وجها لوجه مع رجال المقاومة، فلا يحاول هذا الجيش الجبان أن يقترب منها.
فمنذ بدء الهجوم في السابع والعشرين من ديسمبر الماضي وحتى اللحظة، لم تستطع دباباته ومدرعاته ومُشاته الاقتراب من تخوم المخيمات والبلدات القريبة من الحدود الشمالية مع فلسطين، برغم الدعم الجوي والبحري الهائل لها.
والذي يعرف جغرافية القطاع، يدرك أن القوات البرية الإسرائيلية التي تتباهي القيادة العسكرية بأنها أوقعت ضربة مؤلمة للمقاومة قرب بلدات جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، هي مناطق مفتوحة لا تصلح لحرب العصابات التي تعتمد على أسلوب الكر والفر الذي تستخدمه المقاومة، في اصطياد الدبابات والمركبات المدرعة والمشاة الراكبة والراجلة للعدو المتواجدة في هذه المناطق.
ففي الشمال من تلك البلدات، توجد منطقة مفتوحة تفصل بينها وبين الحدود مع إسرائيل. وما يسمى بالاجتياح الإسرائيلي للقطاع، لم يستطع برغم كثافة النيران التي استخدمها "جيش الجرائم العبري"، بطائراته ودباباته ومدمراته وقذائفه المحرمة دولياً.. لم يستطع الاقتراب من تلك البلدات، بحيث نستطيع القول أن الصدام بين جنوده وعناصر المقاومة أصبح مباشراً.
فقواته البرية ما زالت ترابط على مسافة بعيدة من تخوم هذه البلدات، وتخشى التقدم عبر هذه المنطقة المفتوحة بسبب العبوات الناسفة الكثيفة التي زرعتها المقاومة، والأنفاق التي حفرتها، وعمليات الكر والفرد التي تقوم بها ضد القوات الغازية من حين لآخر، ما أوقع بين صفوف الغزاة عشرات القتلى ومئات الجرحى، وليس عشرة جنود فقط وبضع عشرات من الجرحى كما يدعي باراك وأركان حربه.
وللعالم الغربي الذي يسعد بادعاءات قادة جيش العدو بالنصر، أن يعي مغزى أن يقوم رجال المقاومة بتصوير عملية اقتناص لأحد أفراده من على برج دبابته .. أفلا يدل هذا على أن المقاومين يقومون بعملهم وهم على درجة عالية من الجاهزية، وبأقدام ثابتة وأعصاب قوية هادئة ؟.
بعد مرور يومين أو ثلاثة (لا أذكر) على بدء العملية البرية، حاولت ثلة من جنود ما يسمى بلواء جولاني (الذي يعتبرونه النخبة في جيش الجرائم العبري) التقدم نحو أطراف غزه .. فوقعت في كمين نصبه المقاومون لها. فما كان من طيران العدو ودباباته ومدمراته أن قامت بقصف المنطقة المحيطة بجنوده المحاصرين بأطنان من الذخيرة المحرمة وغير المحرمة دوليا لفك الحصار عنهم، ما أوقع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين الذين هدمت بيوتهم على رءوسهم نتيجة القصف.
ومع ذلك لم يستطع أن يفك الحصار عن جنوده إلا بعد أن أوقع المقاومون بهم خسائر فادحة تكتم العدو عن ذكرها. ولم يعلن حينها سوى عن مقتل جندي واحد وإصابة نحو أربعة وثلاثين. وحتى هذا الإعلان لا يخلو من التخبط والارتباك، حيث لم يراع فيه التوازن في تزوير الأرقام، فهو يصور جنوده وكأنهم على شاكلة "رامبو" الأسطورة.
ولم يكتف العدو بذلك، بل قام طيرانه بقصف مراكز في وسط مدينة غزه طال عمارات سكنية ومبان مدنية كالجامعات ودور العبادة وبيوت الصرافة، كما طال مستودعات الوقود والمحولات الكهربائية وسيارات الإسعاف وأطقمها، ومخازن المواد التموينية، هذا بالإضافة إلى تدمير ما تبقى من مراكز الشرطة ومباني الحكومة كالوزارات ومجمع السرايا.. وقد ختمها بالأمس الأول بمذبحة طالت المدنيين الذين هدمت بيوتهم ولجئوا لمدارس الأونروا التي تحظى برعاية الهيئة الأممية بدعوى وجود مسلحين فيها.
أما تباهي الجيش العبري المجرم بفصل غزه عن وسط القطاع وجنوبه، فأمر كان متوقعا بالنسبة للمقاومين ولكل العارفين بجغرافية المنطقة.. فالطريق الذي ترابط فيه الآن دبابات ومدرعات إسرائيل، يبدأ من معبر "كارني" على الحدود الشرقية للقطاع وينتهي بالطريق الساحلي، ماراً بمستوطنة "نتسريم" التي كان العدو قد انسحب منها عام 2005.. هذا الطريق يعتبر بالنسبة للمقاومة ساقطاً عسكرياً لابتعاده نسبياً عن المجال الجغرافي لنشاط المقاومين، ولولوجه أراضٍ زراعية.
والشيء المضحك أن وزير الحرب في الكيان العبري "إيهود باراك"، يعتبر دخول قواته المدرعة للمسافة ما بين معبر كارني ومستوطنة "نتسريم" الكائنة في الربع الثالث من الطريق، "مرحلة قتالية" من مراحل اجتياح القطاع. واستمر "يعزف" على هذا النصر المزيف لمدة يومين، أعلن بعد ذلك أن جيشه استطاع أن يسيطر أخيراً على الطريق بكامله، وبذلك يكون قد أكمل حصاره لمدينة غزه وعزَلها عن بقية القطاع.
أما الطريق الثاني الذي حاول العدو احتلاله، فهو الذي يوصل ما بين الحدود في محيط بلدة "عبسان" الفلسطينية ومدينة "خان يونس"، حيث تتمركز هناك عناصر من المقاومة. وبرغم أن دبابات العدو نجحت في عبور أجزاء من هذا الطريق مرتين، غير أنها فشلت في التغلب على المقاومة التي تصدت لها بقوة وأجبرتها على الانسحاب.
الاحتلال الاسرائيلى يستهدف الاطفال فى غزة قتيل طفل رصاص
أما الطريق الذي يصل بين الحدود وبين ما كان يعرف بتجمع "جوش قطيف" الاستيطاني الذي يفصل بين خان يونس ورفح ماراً بمستوطنة "موراج" التي انسحب منها الإسرائيليون عام 2005، فيبدو أن العدو لا يعيره الآن اهتماماً كبيراً بسبب تركيزه على مدينة غزه بالدرجة الأولى، وعلى ممر صلاح الدين الحدودي مع مصر والمعروف بـممر "فلادلفي"، حيث يقوم طيرانه بتدمير البيوت المحاذية له رغم أنه قام قبل خروجه من القطاع بتدمير نحو ألفي بيت وبعمق 60 مترا.
غير أن معالم ردود الفعل على هذه المؤامرة بدت تتبدَّى بصورة عملية، حين أطلق عدد من صواريخ الكاتيوشا على بعض البلدات الحدودية في شمال إسرائيل يوم الخميس الماضي (الثامن) من يناير 2009، إضافة إلى القوة التي يبدو أن المقاومة في غزه تتمتع بها، والتي ظهرت أولى معالمها في إطلاق الصواريخ المطورة على إسرائيل، واتساع المجال الجغرافي الذي تطاله.
والواقع أن إسرائيل وأمريكا تراهنان على ورقتين: أحدهما الاستمرار في خيار الحصار على سكان غزه، حتى لو وصل الأمر إلى حد موت البعض جوعاً وعطشاً ومرضاً، والثاني: استمرار القصف الجوي والبري والبحري على المدنيين، بهدف إيقاع خسائر بينهم ليتخلوا عن تأييد فصائل المقاومة في القطاع وينقلبون عليها، وبخاصة على حركة حماس.
وفي رأينا أن مضي إسرائيل في هذا الطريق، لن يؤدي إلاِّ إلى زيادة التفاف أهل القطاع حول المقاومة.. هذه واحدة. أما الثانية فنعتقد بأنه آن الأوان للمقاومة العربية بعامة (أينما وجدت)، وللمقاومة في غزه والضفة بصورة خاصة، لأن تقوم بعمل ضد إسرائيل يكون من جنس العمل الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي المجرم ضد أهالي غزه.
[url=[url=https://servimg.com/view/13349805/462]
]
[/url]