لغاية هذه اللحظة، التى أكتب لكم فيها هذا الكلام لم أعرف بالضبط السبب الذى من أجله تم طرد النائب المستقل سعد عبود من جلسة مجلس الشعب، التى كانت تناقش الموازنة العامة لعام 2010، قرأت جميع التغطيات الخبرية حول ما شهدته الجلسة المسائية للمجلس والتى شهدت حسب تعبير جريدة الأهرام المسائى، مواجهة هى الأعنف بين أحمد عز والنائب سعد عبود خلال مناقشته مشروع موازنة العام المالى الجديد، وحسب ما نشر فإن كل ما قاله عبود لا يزيد عن أن شركات أحمد عز لا تسدد الضرائب الحقيقية عليها فى الوقت الذى يتحمل فيه صغار الممولين الضرائب، وأضاف أن عز تدخل فى إعداد مشروعات قوانين لإعفاء شركاته من سداد الضرائب.
هذا ما قاله سعد عبود، فماذا فعل أحمد عز؟ سأنقل لكم من تغطية الأهرام المسائى، وهى حكومية ورئيس تحريرها عضو بلجنة السياسات، وهو لن يمرر صياغة تدين الحزب ولا الحكومة، ومع ذلك اقرأوا معى نص كلام الأهرام المسائى عن رد فعل أحمد عز على كلام سعد عبود، تقول الجريدة: "واندفع عز للرد عليه وتمسك بوصف عبود بأنه لا يفهم، واستخدم كلمة إنت مبتفهمش11 مرة خلال رده، وقال موجهاً حديثه إلى عبود: أنا لما بقول إنت مبتفهمش يبقى فعلاً إنت مبتفهمش، وخبرتك الضعيفة فى الصناعة دليل على أنك لا تفهم"، تتابع الجريدة وصف ما جرى فتقول: "ثم ثار سعد عبود وحاول مقاطعة عز، إلا أن عز منفعلاً قال له: ياعم سعد افهم، وتدخل عبد العزيز مصطفى الذى رأس هذا الجانب من الجلسة عز ضد المقاطعة، قائلاً: إنه يشرح وجهة نظره باعتباره هو الذى قدم قانون الضرائب، وأضاف عز موجهاً حديثه إلى سعد عبود الثائر: عز أحرص منك لحد يوم الدين، حريص وعمل الموازنة لأجيال بعده اللى إنت مش حا تعمله، وقال لعبود: كلف نفسك وهات قانون الضرائب القديم لأنك لا تفهم فى منظومة الضرائب، وتواصلت ثورة سعد عبود بعد انتهائه من حديثه، ورفض عبد العزيز مصطفى محاولات عبود للتعقيب وطالبه بالجلوس وعدم الصياح، واضطر عبد العزيز إلى استصدار قرار بإخراجه من الجلسة.
الخلاصة أن سعد عبود اتهم الحكومة بمحاباة الأغنياء على حساب الأغلبية العظمى من الشعب المصرى، وأشار إلى أن شركات أحمد عز لا تسدد ما يجب عليها أن تسدده من ضرائب، ووجهة نظره أن الضرائب يجب أن تكون تصاعدية بمعنى أن الغنى يدفع أكثر والفقير يدفع أقل، وهى النظرة التى يرفضها أحمد عز وحكومته، خاصة وزير المالية الذى اعتبر أن الضرائب التصاعدية لم تفلح فى زيادة حصيلة الضرائب، وقال نصاً تحت القبة: "جربناها من سنتين ولم تدر شيئاً"، وهو اعتراف حكومى بأن الأغنياء لا يدفعون ضرائبهم، إلا إذا كانت على حسب هواهم، وأن الفقراء وحدهم هم الذين يتحملون وطأة ما هو مفروض عليهم من ضرائب.
رد فعل أحمد عز جاء مبالغاً فيه، كأنه يحسس على البطحة التى فوق رأسه ورأس حكومته الغراء، وبعد أن انتهى من أكل الشيكولاتة انبرى يعطى درساً لنائب الشعب سعد عبود، وتعدى عليه فى الحوار، ونعته بأنه لا يفهم، وقالها 11 مرة: "إنت مبتفهمش"، ورغم ذلك لم يجد رئيس الجلسة أى خروج على الآداب العامة فى المناقشة، بل اعتبر ما فعله أحمد عز يدخل فيما سماه حقه فى التعقيب، ولم يطق أن يطلب عبود الحق فى الرد على ما قاله عز، فأخذ الأصوات على طرده من الجلسة، وجاءته الموافقة على طبق من ذهب تحمله أيادى نواب الحزب الوطنى المرفوعة تأييداً للطرد، وطرد عبود وبقى عز وسط صيحات الاستحسان من نواب الأغلبية.. عاشت ديمقراطية أحمد عز ويسقط يسقط سعد عبود