احمد شعلان
عدد الرسائل : 17047 الموقع : جريدة الامة تاريخ التسجيل : 24/09/2008
| موضوع: السادس من اكتوبر.. يوم العزة والكرامة بقلم/احمدشعلان الجمعة 8 أكتوبر 2010 - 1:11 | |
| تمر علينا هذه الأيام الذكرى الـ 37 سنة لحرب أكتوبر المجيدة يوم استعاد العرب كرامتهم وعزتهم وانكسر جيش الإحتلال الإسرائيلي المتغطرس.. تلك الحرب التي شهدت تفوق العسكرية المصرية والعربية على نظيرتها الإسرائيلية وافقدته توازنه في ست ساعات ليبقى ذلك اليوم يوم السادس من أكتوبر 1973 يوماً مضيئاً في تاريخ مصر والأمة العربية بأكملها. البداية، كانت في الساعة الثانية وخمس دقائق من ظهر يوم السادس من أكتوبر 1973 حين انطلقت 220 طائرة مصرية عابرة قناة السويس على ارتفاع منخفض، لضرب الأهداف الإسرائيلية بسيناء، لتحقق تلك الضربة هدفها بنجاح، وتخسر مصر 11 طائرة، منها واحدة بقيادة عاطف السادات شقيق الرئيس الراحل أنور السادات، وتحقق الضربة أكثر من 95% من أهدافها المحددة سلفاً. وفي ذلك الحين، وجهت أكثر من 2000 مدفع من مختلف الأعيرة فوهاتها على طول الجبهة الغربية، لتدك مواقع الجيش الإسرائيلي على الجبهة الشرقية لقناة السويس، واستمر القصف 53 دقيقة، فيما قامت قوات الجيش الثاني المصري وقوات الجيش الثالث بعبور القناة على دفعات متتالية، على أنواع مختلفة من الزوارق المطاطية والخشبية. ونجح نجح سلاح المهندسين المصري في نصب أول كوبري ثقيل في حوالي الساعة الثامنة مساء وبعد 6 ساعات، فضلا عن شق المهندسين 60 ممرا بالساتر الترابي، تنفيذًا لفكرة المهندس المصري الضابط العبقري: باقي زكي، الذي طرح إمكانية استخدام مياه القناة للتغلب على الساتر الترابي، وذلك على طول الجبهة، وأنشأ سلاح المهندسين 8 كباري ثقيلة و4 كباري خفيفة، بجانب تشغيل 30 معدية. واعتبر خبراء القانون الدولي أن حرب أكتوبر كانت حربا تحريرية تنتمي إلى قائمة الحروب العادلة، ففي هذه الحرب لم يكن هدف المصريين احتلال الأرض، بل كان الهدف هو رد العدوان الذي وقع عليها وإزالة جميع أثاره، وعلى رأسها تحرير سيناء من ايدي إسرائيل. ورأى، مراقبون عسكريون أن المفاجأة الكبرى في حرب أكتوبر 73، كانت ولا تزال، تتمثل في قوة وصلابة الإنسان والمقاتل المصري وحبه لوطنه واستعداده الكامل للدفاع عن ترابه الوطني وتقديم روحه ودمه فداء لكل حبة رمل من أرضها الطاهرة، ناهيك عن أن قرار الحرب أخذ الجميع على غير توقع أو انتظار، بالرغم من ضخامة الحدث وقوة الزلزال، وبالرغم من كل التداعيات المتسارعة التي نجمت عن ملحمة العبور. ويعد تحقيق عنصر المفاجأة الإستراتيجية نتاجا لمنظومة متكاملة من الخداع الإستراتيجي، حيث استفادت خطة الحرب من الاستخفاف الشديد، الذي كانت المخابرات الإسرائيلية تنظر بها إلى قدرات القوات المسلحة المصرية والسورية، وعدم التعامل بجدية مع المؤشرات العديدة الواضحة التي كانت تدل على استعداد الجانبين المصري والسوري لشن حرب ضد إسرائيل، من كثرة تكرارها على مدار عام كامل. واستخدمت القوات المصرية ونظيرتها السورية أسلحة حديثة في أوائل السبعينات، وهو ما شكل ركيزة أساسية في تحديث التكنولوجيا العسكرية على الصعيد العالمي، في فترة ما بعد الحرب وتعديل الكثير من النظريات العسكرية. وعلى الصعيد العربي، عكست الحرب الشعور القومي العربي، والذي عبر عنه السادات بقوله: ''إن الشعور القومي العربي أدى دورا أساسيا في حرب أكتوبر، فالتفاف الدول العربية حول دول المواجهة، وما قدمته من تأييد معنوي ومادي واستخدامها لسلاح البترول، كل ذلك أسهم بلا شك في تحقيق النصر.. فالملوك والرؤساء العرب، ومن خلفهم شعوبهم، كانوا سندا في المعركة''، وربما كان من أهم نتائج حرب أكتوبر خروج القومية العربية من حيز الشعار إلى حيز العمل، وأصبح العالم كله يعترف بوجود العرب ودورهم. وفتحت حرب العاشر من رمضان الطريق لابرام معاهدة كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل، والتي عقدت في سبتمبر 1978 بعد مبادرة السادات التاريخية في نوفمبر 77 وزيارته الغير مسبوقة للقدس، واعادة تلك الحرب الملاحة في قناة السويس في يونيو 75. وختاما، مهدت حرب أكتوبر الطريق إلى اتفاق كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل، الذي عقد بعد الحرب في سبتمبر 1978 على إثر مبادرة السادات التاريخية في نوفمبر 1977 وزيارته للقدس، وأدت الحرب أيضا إلى عودة الملاحة في قناة السويس في يونيو 1975. وسيبقى يوم السادس من أكتوبر يوماً محفوراً بحروف من نور في ذاكرة التريخ المصري المعاصر، ويجب ان نحتفل باولئك الأبطال الذين ساهموا في هذا النصر، يوما يحتم علينا أن نحيي فيه ذكرى شهدائنا، الذين ضحوا بحياتهم كي نرفع نحن رؤوسنا واعادوا لنا كرامتنا.
| |
|