حصاد الثلاثين عاما الأخيرة بقلم :- عمرو حسنين
بداية أعتذر للقارئ الكريم عما قد يحدث له من ضيق أو يأس أثناء وبعد قراءة مقالى هذا , وإن كان ما نشر فيه من وقائع وأحداث ليست بشيء غريب عليه بل إن القارئ نفسه يعيشها بالفعل , وأرجو ألا ينبهنى أحد إلى نصف الكوب الملآن حيث إن الواقع والأرقام وتصريحات المسئولين أنفسهم تميل إلى نصف الكوب الآخر , فإلى واقعنا الذى نعيشه وإن صح فقل إلى وطننا الذى نموت فيه , إلى حصاد الثلاثين عاما الأخيرة .
• مصر ثالث دولة استبدادية فى العالم من بين 50 دولة (تقرير مؤشر وحدة الاستخبارات الاقتصادية والسياسية بالبنك الدولى) .
• قتل المواطنين وتعذيبهم وهتك أعراضهم فى مقار أمن الدولة وأقسام الشرطة بمعدل 16 مواطنا سنويا (تقارير المنظمات الحقوقية المصرية والدولية) .
• تلفيق القضايا للشرفاء ومحاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية استثنائية , وإصدار 100 ألف قرار اعتقال منها 30 ألف للإخوان .
• يتخرج فى كلية الشرطة 1000 ضابط سنويا , تحيل الداخلية 500 ضابط كل عام للتأديب .
• أغلبية "برلمانية " زائفة جاءت بالتزوير والتزييف ومنع الناس من الترشيح ثم منعهم من التصويت , فوجدنا نواب القروض والقمار والفياجرا والقتل وأكياس الدم الفاسدة والعبارات الغارقة والهروب من التجنيد وازدواج الجنسية وغيرهم .
• ما ارتكب بحق الدستور 2005 , 2007 وما اعتبره خبراء وأساتذة الفقه الدستورى أخطاء وخطايا وإهانة الشعب المصرى .
• أصبحت الرشوة أساس قضاء الحقوق والمصالح والمعاملات والتراخيص الرسمية وكل التعاملات اليومية ، 56 % من المصريين يدفعون رشاوى لإنهاء أوراقهم .
• النيابة الإدارية تحقق سنويا فى 80 ألف قضية تتعلق بإهدار المال العام .
• تزايد حجم الفساد الذى وصل إلى 69 % من حجم التعاملات بمعدل قضية فساد كل نصف دقيقة .
• 80 % من طعام المصريين مستورد من الخارج رغم أن مصر بلد زراعى .
• اقتصادنا يستورد 44 % من قمحه و 90 % من زيوته و 20 % من سكره .
• مصر مديونة بـ 30 مليار دولار للخارج ولا تصدر إلا الغاز لإسرائيل .
• يحصل أقل من 20 % من مواطنى مصر على أكثر من 80 % من الناتج القومى .
• يدفع المصريون ستة أنواع من الضرائب سنويا لتصبح حصيلة الضرائب 187 مليار جنيه أى 52 % من الموازنة العامة للدولة مما يعنى أن المواطن يعطى للدولة أكثر مما يأخذ .
• تشجيع هروب الكبار والمسئولين بأموال المواطنين إلى الخارج 300 مليار دولار هُربت سالمة آمنة من مصر .
• مساعدة المحتكرين واحتضانهم وتشجيعهم فيما يفعلونه بالمواطنين بل منحهم مناصب سياسية , فالحديد لأحمد عز , والغاز لحسين سالم , والملابس لجلال الزوربا , والأسمدة لشريف الجبلى , والأسمنت لناصف ساويرس , والموانئ لأسامة الشريف , وأعجز عن حصر احتكارات صلاح دياب ولطفى منصور .
• إنشاء منتجعات سياحية على أرض الضبعة بدلا من المحطة النووية لينتفع بها الكبار .
• بيع فاسد لشركات القطاع العام وقلاع مصر الصناعية وتوزيع أراضى وحق أجيال المستقبل على المحاسيب بشكل مجانى ليتاجروا بها ويبيعوها بمليارات الجنيهات كأرض مدينتى لهشام طلعت مصطفى , وأراضى طريق مصر إسكندرية الصحراوى لمحمود الجمال ومجدى راسخ ولأشقاء ثلاثة وزراء المغربى (إسكان) والجبلى (الصحة) ومنصور (النقل) وغيرهم ...
• معدل البطالة بين حاملى المؤهلات العليا ارتفع إلى 79 % .
• لجأ الشباب للهجرة غير الشرعية بصورة غير مسبوقة وما صاحبها من ظواهر الغرق لمئات الشباب .
• لجأ الشباب لهجرة أخرى بالانغماس فى الإدمان والمخدرات 8 مليون مدمن فى مصر و 20 ألف يتحولون إلى مدمنين سنويا .
• تزايدت حالات الانتحار بين صغار السن مع تزايد الشعور بالظلم الاجتماعى 3 آلاف شاب منتحر سنويا .
• أكثر من نصف الشعب المصرى أصبح يعيش تحت خط الفقر ولا يجد قوت يومه .
• تدهورت الصحة العامة للمصريين بفعل شرب مياه الصرف الصحى والرى بمياه المجارى واستخدام الأسمدة والمبيدات الكيماوية فى الزراعة , 38 مليون مصرى يشربون مياه الصرف الصحى , 76 % من مياه القرى مخلوطة بالصرف الصحى , فى مصر أعلى نسبة فى العالم فى الفشل الكلوى والكبدى وتفشى الأورام , 40 ألف حالة فشل كلوى و 100 ألف إصابة بالسرطان فى مصر سنويا , 15 مليون مصرى يعانون من مرض الفيروس (سى) ، نصف مليون مصرى يصاب بالتسمم سنويا (تقارير رسمية منها تقارير وزارة الصحة )
• ضحايا حوادث طرق مصر وكباريها 63 ألف قتيل سنويا .
• موت 1200 بنى آدم مصرى غرقا , واحتراق 357 بائس فى قطار الصعيد , هذا بخلاف شهداء قطار العياط و 45 شهيدا احترقوا فى مسرح بنى سويف , وأكثر من 75 شخصا دفنوا أحياء تحت صخرة الدويقة , وهذا بخلاف شهداء ساكنى مخرات السيول , فالذى لا يموت من المصريين على الأسفلت عبر الحوادث يمكن أن يموت عبر شربة ماء أو طبق من الخضار , فالطعام مسرطن والمياه مخلوطة بالصرف الصحى .
• شهداء الثلاثين عاما الأخيرة فاقوا فى عددهم شهداء كل الحروب التى خاضتها مصر (ضحايا القطارات المحترقة والعبارات الغارقة والعمارات المنهارة ومرضى الفشل الكلوى والكبدى والسرطان) .
• مصر تشهد أسوأ نظام تعليمى فى الدنيا قائم على التسرب من المدارس وتسريب أسئلة الامتحانات وعلى غياب الطلبة من الفصول بنسبة 70 % و 80 % مع مدارس آيلة للسقوط وغرف دراسة لا تصلح للجلوس والعيش الآدمى , مما أدى إلى التعليم الموازى حتى وصلت ميزانية الدروس الخصوصية إلى ما يساوى الميزانية الحكومية أكثر من 20 مليار جنيه .
• كشفت أكثر من دراسة كيف يولد أطفالنا بأعلى مستويات الذكاء ثم تبدأ هذه المستويات فى التراجع والانهيار نتيجة ما يتلقاه الطفل من تعليم متدهور .
• خروج مصر من التصنيف العالمى لأفضل 500 جامعة .
• فى الرياضة حصولنا على صفر المونديال ولا أعرف ما ترتيبنا فى آخر دورة أولمبية ؟
كم ميدالية ذهبية وفضية حصلنا عليها ؟ كم مرة وصلنا كأس العالم ؟ وهل صعدنا مرة لدور الثمانية ؟
هذا قليل من كثير مما يرتكب بحق مصر وشعبها على مدار الثلاثين عاما الأخيرة على يد من بيدهم مفاتيح القرار حيث أخرجوا مصر من سباقات التقدم والمقاييس القياسية إلا فى نسب الأمراض والفساد , ولا نملك بعد كل هذا سوى أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل , فإن كانوا يأمنون الحساب فى الدنيا فإن الله لا يظلم الناس شيئا