بالحق اقول :الحقيقة المرة

هذا هو نص الشعار الذي ينبغي رفعه من الآن.. وحتي إعلان التفاصيل الكاملة لأحداث الجمعة الماضية.. لاسيما بعد التصريحات التي أدلي بها كل من وزيري العدل. والداخلية..!
لقد اتفق الاثنان علي أن هناك عناصر خارجية.. وأخري داخلية هي التي وراء دموية الأحداث بما تضمنته من هجوم علي السفارة الإسرائيلية.. ومديرية أمن الجيزة التي سقط المكلفون بحراستها من جنود الأمن المركزي إما "صرعي" أو شبه صرعي.. نتيجة ضربهم بالسيوف.. والزجاجات الحارقة..!
في نفس الوقت.. فقد تضاربت الأقوال حول ما إذا كان الداعون الي تظاهرة جمعة تصحيح المسار هم الذين شاركوا .. أو دبروا.. أو خططوا .. أم أنهم وجدوا أنفسهم أمام واقع مفروض لايعرفون شيئا عن أسراره.. ومكوناته..!
***
ثم .. ثم .. فان القاء القبض علي "200" شخص ممن شاركوا في أعمال الشغب وممارسة العنف. والترويع.. من بينهم 22 حدثا يجعلنا متلهفين.. أكثر.. وأكثر.. علي تبيان مايدور حولنا. وماتريده بعض القوي منا..!
***
الشواهد تقول حسب التصريحات الرسمية.. وشهادات الشهود.. وما أسفرت عنه الاجتماعات الطارئة للمجلس الأعلي للقوات المسلحة وعدد من الوزراء.. أن ثمة نوايا خبيثة لاسقاط الدولة..!
والدولة بمفهومها العلمي.. تعني .. الشعب.. والمجلس الأعلي للقوات المسلحة باعتباره المهيمن علي ادارة شئون البلاد.. والحكومة.. فكيف يمكن ان تتعرض تلك المؤسسات للخطر بينما أحد اطراف المعادلة الأساسية ــ أي الشعب ــ ليس لديه أدني فكرة عما جري.. أو عما يمكن أن يجري..!
اسمحوا لي أن أقول ان المجاملات في هذا الصدد غير مطلوبة.. ولاينبغي أبدا.. أن تكون مطروحة بصورة.. أو بأخري.. فاذا كان عدد من دول الجوار.. أو حتي واحدة منها.. قد تورطت في التآمر ضدنا.. بهدف الاضرار بمصالحنا.. فكيف نتستر علي اسمها أو أسمائها.. لاسيما وأنها حينما أقدمت علي ذلك.. فقد درست ــ بكل المقاييس ــ السلبيات والايجابيات.. ومن بينها سقوط الاقنعة.. سواء جبرا.. أو اختيارا..؟!
***
علي الجانب المقابل.. فنحن نلمس نوعا من "الليونة" إزاء التدفقات المالية لبعض الحركات السياسية.. أو منظمات المجتمع المدني.. أو الاحزاب الوليدة أو الأخري "التقليدية".. أو.. أو.. الأفراد.. بينما تلك قضية خطيرة ينبغي مواجهتها باسلحة اساسية.. أهمها العلم.. والمعرفة.. أي الالمام بالمعلومات.. والمصارحة.. والشفافية.. فضلا عن الحسم.. والحزم معاً..!
واذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد دأبت منذ سنوات عدة علي توزيع "الدولارات" علي بعض من هؤلاء.. أو كلهم.. فليس مقبولا .. أو متصورا ان تسير علي نفس النهج.. دول أخري.. المفترض أن مصيرنا.. ومصيرها واحد.. وأهدافنا مشتركة.. أو ينبغي أن تكون كذلك شاءت أم أبت.. سواء علي المدي القريب.. أو المدي البعيد..!
***
علي أي حال.. مادامت هناك تحقيقات تجري.. فسوف تحتاج بديهيا إلي برهة من الزمن.. لكن السؤال: إلي متي..؟؟
إن لجان تقصي الحقائق التي تم تشكيلها.. والأجهزة الأمنية التي تتولي جمع التحريات.. ومحاولة الوصول إلي الدهاليز السرية مطالبة بتقديم "النتائج" خلال فترة محددة.. أحسب أنها ينبغي الا تزيد علي 15 يوما علي أكثر تقدير..!
إن عبارة "اسقاط مصر".. تهزنا هزا من الأعماق.. وتفرض علينا.. ليس التضحية بأرواحنا من أجل هذه الدرة الغالية.. بل "التهام" كل من أرادوا بها وبنا سوءا.. "التهاما" يجعلهم غير صالحين للاستخدام مرة أخري..!
***
نحن الشعب الذي يريد معرفة الحقيقة في الانتظار.. وتأكدوا أن أي تباطؤ.. أو تخاذل.. أو تسويف.. لن يصب إلا في بوتقة من بواتق الغضب والغليان.. وهذا مالا نريده.. ولانتمناه أبدا..!
ويكفينا .. يكفينا.. ماجري