سبق صحفى
عدد الرسائل : 2092 الموقع : جريدة الامة تاريخ التسجيل : 13/02/2009
| موضوع: بالحق اقول :قانون الطوارق والبلطجية الثلاثاء 13 سبتمبر 2011 - 23:49 | |
| تفعيل قانون الطوارئ، الذى أعلن عنه وزير الإعلام، السيد أسامة هيكل، بعد اجتماع المجلس العسكرى ومجلس الوزراء، وبعد الأحداث المؤسفة التى طالت وزارة الداخلية ومبنى مديرية أمن الجيزة واقتحام السفارة الإسرائيلية، إنما جاء ليكون الرادع الأشد لمثل هذه الأفعال غير المسئولة من فئات غير مسئولة، ولا أريد أن أصدق ما تردد عن بعض المسئولين فى وزارة الداخلية من أن أيادى خارجية كانت السبب فى إشعال فتيل هذه الأزمات والتى جعلت من مذيع بقناة الجزيرة مباشر مصر يدعو الله عز وجل ما بين كل جملة وجملة "أن يعدى هذه الليلة على خير"، كل الكلام الذى قيل عن أياد خارجية كله كلام أرى أنه ليس له أساس من الصحة إلا إذا ثبت بعد تحقيق كاف وتحريات واسعة هذه المقولات، وإنما ما رأيناه على شاشات الفضائيات كان يؤكد أن كل الموجودين فى أماكن الأحداث مصريون شحما ولحما، ليس من بينهم أحد لون شعره أشقر مثلا أو أنه يشتم ويسب بلغة أجنبية، فمنهم من يحمل الشواكيش والمطارق لهدم السور حول السفارة الإسرائيلية، ومنهم شباب صغير "مصرى برضه بس ألتراس أهلاوى" أمام وزارة الداخلية يسب المسئولين السابقين، وفى نفس الوقت ينزع شعار الوزارة من أمام المبنى بشكل أظنه استفز جميع المصريين، لأنه ليس من الحكمة أن نقوم بهدم أو تخريب ما تم بناؤه من عرق الشعب حتى ولو كان شعارا لوزارة الداخلية، أو القيام بانتقاص هيبة الدولة فى هذا الهدم ورمى مستندات فى الهواء على شاشات الفضائيات تخص السفارة حتى ولو كانت سفارة العدو الإسرائيلى، ثم الذهاب إلى مديرية أمن الجيزة لزيادة الشر شرين بل ثلاثة شرور وتحويل مسار مظاهرة التحرير من "تصحيح المسار" إلى "تغيير المسار". قانون الطوارئ أرى أن السبب فى تفعيله ليس المجلس العسكرى ولا حكومة الدكتور شرف بل السبب الأساسى هو تهور البعض من المتظاهرين ممن ترك لهم المجلس العسكرى ومجلس الوزراء تأمين المنشآت يوم التظاهر، واعتمادهم على دعوة البعض من النشطاء السياسيين ترك الميدان وما حول الميدان لهم ليؤمنوه بطريقتهم الخاصة، وإذا كانت أعتى الدول الديمقراطية لا تترك مظاهرة سلمية ولا غير سلمية إلا إذا أمنت جميع المنشآت الحيوية وجميع منشآت المواطنين الغلابة قبل الأغنياء، فكيف نترك تأمين هذه المنشآت للنشطاء والمتظاهرين ونحن ما زلنا فى سنة أولى حضانة ديمقراطية، وما زلنا نسب ونشتم الذين يختلفون معنا فى الرأى ويمكن أن تطول العملية فنستبدل التشابك بالأيدى والطوب بدلا من الشتائم المقذعة، كما حدث فى موقعة مباراة النادى الأهلى مع أسوان، بدون أى مبررات أو مقدمات. مسئولية ما حدث ليست مقتصرة على طرف واحد بل هى مسئولية كثير من الأطراف وهى: أولا الذين دعوا قبل مظاهرة التحرير إلى ابتعاد الشرطة والجيش عن ميدان التحرير، وهم الآن يتنصلون من المسئولية ويضعونها فى رقبة أول شخص يقابلهم!، والمسئولية كذلك تقع على المجلس العسكرى وحكومة الدكتور شرف ووزارة الداخلية الذين لم يؤمنوا المنشآت بما يكفل لها التصدى للمخربين قبل فوات الأوان، وقد صدقوا أن المظاهرة لن يتعدى وقتها الساعة الثامنة مساء، كما تم التصريح من قبل القوى الداعية للتظاهر. وإذا كانت هناك تداعيات وسلبيات خطيرة جراء ما حدث يوم الجمعة إلا أن لها جوانب إيجابية كثيرة ستظهر تباعا منها: الضرب على أيدى البلطجية أيا كانت توجهاتهم وتطبيق قانون الطوارئ عليهم، وتقديمهم للعدالة الناجزة للقضاء على هذه الظاهرة المميتة والمخربة لمقدرات الوطن، كما سيتم استثمار ما حدث لتفعيل دور وزارة الداخلية عن طريق اقتناع الشارع الآن بأهمية تواجدها مع احترامها لحقوق الناس الشرفاء، أضف إلى ذلك أن من سيدعون إلى مليونيات جديدة سيخجلون ولو مؤقتا من الدعوة إلى أى مليونية لأن عاقبتها ستكون غير مأمونة عليهم وعلى وجودهم فى الشارع، وسيفكرون مليون مرة فى الدعوة إليها، ومن الإيجابيات تطبيق القانون على المتظاهرين "فئويا" الذين لا يرون من "الغربال" أحوال البلد الاقتصادية التى لا تسر حبيبا حاليا ويساهمون فى الخراب والتعطيل كما حدث مع عمال الشحن فى مطار القاهرة. ومن الإيجابيات الأخيرة أن موضوع تفعيل قانون الطوارئ سيكون مادة دسمة للفضائيات وضيوفها لفترة ليست بالقصيرة لاستعراض عضلاتهم الفكرية حول سلبيات القانون على الحركة الديمقراطية وعلى الأحزاب الوليدة، وسيقولون يجب ولابد من تهيئة المناخ لهذه الأحزاب لتتنفس هواء الديمقراطية الخالى من التلوث!!
| |
|